النهار الهادئ

 

في قلب عالم لا تصل إليه سوى الأرواح الحالمة، تمتد منطقة تُدعى النهار الهادئ. هناك، تبدو الشمس وكأنها عالقة في لحظة ذهبية بين الصباح والمساء، لا تغيب ولا تحترق، بل تنثر نورًا دافئًا يغمر الأرض بالسكينة.


الأشجار في النهار الهادئ أوراقها بلون الزمرد المضيء، تتمايل مع نسمات ناعمة كأنها أنفاس الحلم. الأنهار تتلو ألحانًا لا يسمعها إلا من أراح قلبه من صخب الدنيا، والمروج تتسع أمام العينين بلا نهاية، مزينة بأزهار لا تذبل أبدًا، ألوانها تهمس بالفرح.


البيوت هناك بُنيت من الحكايات، نوافذها تطل على حقول الأمل، وأبوابها تُفتح على طرقات السلام. في النهار الهادئ، لا يعرف الناس سوى الطمأنينة، وكل لحظة تقضيها فيه كأنها أنشودة تكتبها الريح على وجه الزمن.


يقال إن من زار النهار الهادئ مرةً، حمل معه بعضًا من نوره إلى قلبه إلى الأبد.

تعليقات

المشاركات الشائعة